السياسة الجنائية في مكافحة الجريمة الإلكترونية
تحميل السياسة الجنائية في مكافحة الجريمة الإلكترونية PDF
تقديم
كما هو معلوم على ان المجتمع البشري عرف مجموعة من الظواهر الاجتماعية المتعددة والمختلفة باختلاف الزمان والمكان، هاته الظواهر وبصفة عامة هي نوع من أنواع السلوك المجتمعي اتجاه أمر أو قضية ما، ولعل من أبرز هاته السلوكيات المجتمعية والتي حظيت باهتمام كبير في الجريمة نظرا لخطورتها ودرجة فتكها العالية بالمجتمع، وهي من أكثر الظواهر تعقيدا وذلك لسبب بسيط هو أن الإنسان الذي يرتكبها معقد بطبعه، وقد اعتبرت منذ سنين خلت أكبر هواجس المجتمعات لما تشكله من خطر على كيان الدولة واستقرارها وأمنها المجتمعي بشكل عام ومن هذا المنطلق عملت جل التشريعات على سن سياسات جنائية لكبح هاته الظاهرة بما يناسب خصوصية مجتمعاتها عن طريق تحديد الجزاء المناسب لكل جريمة على حدا والإجراءات المناسبة للبحث والتحقيق بما يلائم حقوق الإنسان ويضمن حقوق دفاعه.
ونظرا لكون الجريمة تتميز بخاصية متحورة فقد كانت دائما مواكبة التطورات المجتمع عن طريق إبراز وجهها السلبي أي لتطورات المجتمع بشكل سريع وملموس على عكس القوانين التي تحتاج إلى دراسة وملاحظات ومساطر تشريعية بطيئة من أجل وملاءمتها مع التطور الحاصل، ولذلك قيل بحق أن المجرم دائم ما يسبق العدالة بخطوة.
وقد أصبح العالم اليوم يعيش ذروة التطور التكنلوجي والعلمي كما أصبح يتسم بالكونية ويعتمد على آخر مظاهر التطور، فقد أصبحت التكنولوجيا الحديث اليوم بمثابة العمود الفقري السيرورة الحياة اليومية للأفراد والمؤسسات على حد سواء، وبناء عليه فقد ظهرت أنماط جديدة ومستحدثة من الجريمة تعرف بالجريمة المعلوماتية ونوع جديد من المجرمين يعرف بالمجرم المعلوماتي لم تكن للسياسة الجنائية حسبان بهما...
وتتمثل إشكالية البحث فيما يلي:
إلى أي حد استطاعت السياسة الجنائية المغربية مكافحة الجريمة الالكترونية من خلال مجموعة القانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية؟
إن الإشكالية المطرحة أعلاه تفرض علينا تقسيم الموضوع إلى محورين أساسيين، نتطرق في المحور الأول إلى الاحكام العامة للجريمة الالكترونية، الغرض من ذلك إعداد أرضية مفاهيمية تسهل على القارئ فهم الإشكالات التي يعالجها هذا المقال، على أن نتطرق في المحور الثاني إلى استعراض دور السياسة الجنائية في مكافحة الجريمة الالكترونية وأهم الإجراءات الجنائية التي تسعى إلى إثبات الجريمة الالكترونية، وذلك من خلال التقسيم التالي :
تعليقات
إرسال تعليق
📩اكتب تعليقك اذا كان لديك أي تساؤول عن الموضوع.